إن التَّوَحُّد هو اضطراب يُلاحظ على الطفل عادةً منذ الطفولة الباكرة. أما أعراضه وعلاماته الرئيسة فهي ضعف التواصل والتفاعل الاجتماعي والتصرفات المكررة. وتطور غير طبيعي أو قصور ملحوظ في التفاعل الاجتماعي والتواصل، ومحدودية ملحوظة في النشاط والاهتمامات، ويجب أن تظهر على الأقل واحدة من الصفات المذكورة قبل سن 3 سنوات من العمر. وتختلف مظاهر وميزات التوحد اختلافاً كبيراً، وذلك حسب مستوى التطور والعمر الزمني للفرد. مرض التوحد يصيب الصبيان 3- 4 مرات أكثر من الفتيات
الأسباب
إن أسباب الإصابة بالتوحد غير معروفة.ليس هناك سبب واحد معروف لمرض التوحد، ولكن من المتعارف عليه أن يكون ناتجا عن خلل في بنية الدماغ أو وظيفة. صورة الدماغ تظهر اختلافات في شكل وبنية الدماغ لدى الأطفال المصابين بالتوحد عن الأطفال الأصحاء.
العوامل الجينية:
أشارت الدراسات أيضاً الى أن الأطفال التوحديين يكونوا مصابين ببعض الأمراض الجينية:
- فمثلاً واحد في المائة من الأطفال التوحد يعانون أيضاً من متلازمة الكروموسوم الهش X. Fragile Syndrome
- في حين 2 بالمائة من الأطفال التوحد عرضة للإصابة بمرض التصلب المعجر Tuberous Sclerosis.
- بيلةُ الفينيل كيتون إذا لم يعالج.
العوامل البيولوجية: تؤكد المعلومة العلمية، التي تُظهر أن نسبة عالية من الأطفال التوحديين تعاني من التخلف العقلي، ونسبة أكثر من المتوقع أن تعاني من الصرع Epilepsy، على الدور المهم للعامل البيولوجي في إصابة الطفل بالتوحد. وقد أشارت الدراسات العديدة الى أن نحو ثلثي الأطفال التوحديين (69 في المئة تقريباً) مصابون بالتخلف العقلي.
الأعراض والعلامات
- قصور في التفاعل و التواصل الإجتماعي
- الأشخاص الذين يعانون من مرض التوحد يتميزونب صعوبة أكبر في فهم مشاعر الآخرين.
- الصراخ
- صعوبة الكلام و تكرار التلفظ بنفس الجمل.
- الاستجابة غير الملائمة للاستثارات الحسية العادية، مثل الحساسية المفرطة للصوت.
العلاج
الهدف من العلاج هو جعل الأطفال التوحديين قادرين على الاندماج في المدارس الخاصة بهم، وتطوير علاقة هادفة مع مجايليهم (أقرانهم) وتعزيز إمكانية العيش باستقلالية في الكبر.
ويعتبر التدخل الفردي المكثف (سلوكي، تثقيفي ونفسي) العلاج الأكثر فعالية. وكلما بدأنا العلاج مبكراً كلما كانت النتيجة مرضية نوعاً ما.ويتمثل العلاج التثقيقي بإرسال طفل التوحد الى مدارس متفرغة للتعليم الخاص (اضافة الى العلاج السلوكي). كذلك فإن توفير برنامج لتدريب الأهل على تطبيق العلاج السلوكي في البيت لخلق تناسق بين الأساليب المستعملة في المدرسة والأساليب المستعملة في البيت يساعد على التسريع في اكتساب الطفل المهارات اللغوية والإدراكية والاجتماعية.
العقاقير
ولا يوجد شفاء تام من المرض، ولا ادوية خاصة بذلك، غير ان بعض الأدوية تساعد في السيطرة على الأعراض، فمثلاً، الأدوية المضادة للاكتئاب قد تساعد في التغلب على القلق، في حين تستعمل الأدوية المضادة للذهان احياناً للتغلب على المشاكل السلوكية.
التعايش
قد تكون تربية و انشاء طفل مصاب بالتوحد من أكثر التحديات التي قد تواجه أي عائلة حديثة، و هذه بعض الأفكار التي قد تساعد:
- حاول دائما أن تبحث أن أشخاص متخصصين و خبيرين بالتعامل مع مرضى التوحد، سواء لتعليمه أو الاشراف عليه، و تتوفر في بعض الدول مراكز متخصصة في رعاية الأطفال المصابين بالتوحد و الاشراف على تدريبهم و تعليمهم لاكسابهم بعض المهارات.
- ابحث عن عائلات أخرى لديها طفل مصاب بالتوحد و تعرف عليهم، و تشارك معهم تجاربك و خبراتك