تستمر حالة إهمال المدارس والكليات، سواء على مستوى النظافة، أوعدم توافر الاحتياجات الأساسية داخل المدارس، إضافة إلى المباني القديمة المتآكلة غير المجهزة بوسائل الأمان اللازمة لسلامة للطلاب، ما يعرضهم للخطر، إلى جانب قلة وسائل نقل الطلاب ورداءتها، وصولاً إلى تأخر رواتب المعلمات وانتهاك حقوقهن، وهدر مستحقاتهن.
دورات مياه وجودها مثل عدمه!
نددت طالبات "كلية التربية بالردف" في مدينة الطائف، بالإهمال الذي لحق بكليتهن من دورات مياه غير صالحة للاستخدام الآدمي، وأماكن جلوس تشمئز منها الأنظار، وعمليات ترميم غير مكتملة، فيما يُعد مكتب العميدة في تلك الكلية هو الواجهة الخادعة للمشرفين والزوار ومفتشي الوزارة على حد تصريحهن.
فيبدو لهم بالمظهر المطلوب، بينما برَّرَ مسؤولو الكلية بحسب "صحيفة الوئام الإلكترونية"، أن العقد المبرم بين الكلية وشركة النظافة المسؤولة قد انتهى، إضافة إلى إضراب عاملات النظافة عن العمل بسبب عدم الحصول على مستحقاتهن منذ نحو أربعة أشهر.
صيانة..للأبد!
لم تكن طالبات كلية الردف أفضل حالاً من طالبات "مدرسة الابتدائية 23" في الطائف، التي اشتكى أولياء أمور الطالبات من إغلاق دورات المياه بها بحجة الصيانة، ما أصاب بناتهن بالاستياء، ناهيك عن قدم المبنى، وحالته التي يرثى لها، وأشار أولياء الأمور بحسب "صحيفة سبق الإلكترونية" إلى خلو مبنى المدرسة من وسائل السلامة، كطفايات الحريق الفارغة، وجرس إنذار لا يخضع للصيانة، ما يعرض أولادهن للخطر، خاصةً أن مبنى المدرسة قد شهد حريقاً مسبقاً داخل غرفة التدبير المنزلي!
حرائق والتماسات كهربائية
و"على ذكر سيرة الحريق"، تعرضت "مدرسة مسلية الابتدائية للبنات" بمنطقة جازان لحادث حريق اشتعل في لوحة الكهرباء بسبب ماس كهربائي، وبحسب "صحيفة اليوم" تم إخلاء طالبات ومعلمات المدرسة من المبنى المستأجر من قبل الإدارة من دون حدوث إصابات، ثم أتت فرق الدفاع المدني وقامت بإخماد الحريق، وطالبت مالك المدرسة بإصلاح هذا اللوح على الفور حفاظاً على سلامة الطالبات والمعلمات.
ثم يأتي تماس كهربائي آخر في "مدرسة متوسطة 44 للبنات" بمكة المكرمة، وأيضاً بسبب قدم لوح التحكم الكهربائي، الذي تعرض للأعطال عدة مرات، وعلى لسان مديرة المدرسة لـ "صحيفة سبق" قامت فرق الدفاع المدني بإخلاء 600 طالبة من المدرسة، وتم الاتصال بأولياء أمورهن كي يتسلموا بناتهم.
وهنا نرى إهمال من نوع مختلف في "مجمع الرويبغ التعليمي للبنات" التابع لمحافظة ثادق، حيث تذمرت طالبات المجمع من توافر حافلة واحدة فقط لنقل أكثر من 100 طالبة، بجميع المراحل الدراسية يتكدسن داخلها، فبحسب صحيفة سبق أيضاً، عانت تلك الطالبات من الحرارة الشديدة داخل الحافلة، وعدم سعة الكراسي لجميع الراكبات، حيث تقضي الكثيرات منهن الطريق وقوفاً على الأقدام.
تأخر رواتب المعلمات
على جانبٍ آخر يستمر إهمال المدارس للمعلمات وانتهاك حقوقهن، وتأخير رواتبهن، ففي "مدرسة الطلحة بالظهران"، معلمة مستاءة من عدم استلام راتبها منذ ثلاثة أشهر، والتي صرحت لصحيفة سبق الإلكترونية أنها تركت منزلها في مدينة الرياض منذ شهر شوال لأن تعيينها جاء في الظهران، فاضطرت للجلوس مع خالها في أبها، وتحملت عناء النقل يومياً من أبها إلى ظهران الجنوب، ومع ذلك لم تستلم تلك المعلمة أياً من مستحقاتها المالية منذ أن بدأت في العمل، بالإضافة إلى أنها لم تستلم بدل تعيينها حتى الآن.
لم تختلف تلك المعلمة كثيراً عن حال غيرها من المعلمات، حيث طالبت عدد من المعلمات والمشرفات في محافظة بيشة، بصرف رواتبهن التي توقفت لشهر ذي الحجة، وعلى معظمهن التزامات مالية متعددة، وأقساط شهرية لا تسمح بتأخير راتبهن يوماً واحداً.
طالبات مُهمَلات يتعرضن للخطر يوماً تلو الأخر.. ومعلمات تُنتَهك حقوقهن.. هذا هو المسلسل الذي نعيشه هذه الأيام مُنتَظرين الحلقة الأخيرة، التي تحمل نهاية سعيدة..