بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده
وبعد
إخواني الأفاضل ……. أخواتي الفضليات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لما ازداد شوقي للجنان …… ورب راض غير غضبان
وحور مقصورات في الخيام …….. لم يطمثن انس قبلهم ولا جان
أحببت أن أسلي روحي وأتذكر نعمة واحدة من نعم الله تبارك وتعالى على عباده المتقين
في الجنة كي تهون علي الدنيا وأصبر نفسي على مايقع عليها من فتن وظلم وظلمات
إن هذه النعمة العظيمة من الله الكريم المنان على عباد المتقين في الجنان
إنها نعمة الحورالعين
قبل أن نتحدث عن وصف الحور العين أقول لكل لأخواتي وبناتي وأمهاتي
أن المرأة اذا أطاعت ربها وصلت فرضها وصامت شهرها وحفظت فرجها
فان جمالها لايقل عن هذا الوصف الذي سنعرضه
بل إنها ستكون هي أميرتهن بإذن الله تبارك وتعالى
الحور: جمع حوراء وهي التي يكون بياض عينها شديد البياض، وسواده شديد السواد
العين: جمع عيناء ، وهي واسعة العين
وقد قال سبحانه وتعالى مخبرا عما أعده لعباده المتقين
( وزوجناهم بحور عين )
كما جاء في وصف الحور بأنهن كواعب أتراب، فقال تعالى
( إن للمتقين مفازا، حدائق وأعنابا ، وكواعب أترابا )
والكاعب: المرأة الجميلة التي برز ثدياها والأتراب: المتقاربات في السن
والحور العين من خلق الله في الجنة
( انا أنشأهن إنشاء ، فجعلهن أبكارا، عربا أترابا )
والعرب المتحببات إلى أزواجهن … وكونهن أبكارا يقتضي أنه لم ينكحهن قبلهم أحد
كما قال تعالى ( لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان )
وتحدث القرآن عن جمال نساء الجنة فقال
( وحور عين ، كأمثال اللؤلؤ المكنون )
والمراد بالمكنون : المصان الذي لم يغير صفاء لونه
ضوء الشمس ولا عبث الأيدي
وشبههن في موضع آخر بالياقوت والمرجان
( فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان ، كأنهن
الياقوت والمرجان )
والياقوت والمرجان حجران كريمان لهما منظر حسن بديع
وقد وصف الحور بأنهن قاصرات الطرف
وهن اللواتي قصرن بصرهن على أزواجهن
فلم تطمح أنظارهن لغير أزواجهن
وقد شهد الله سبحانه للحور بالحسن والجمال
وحسبك أن الله شهد بهذا ليكون قد بلغ غاية الحسن والجمال
( فيهن خيرات حسان ، فبأي آلاء ربكما تكذبان، حور مقصورات في الخيام )
ونساء الجنة مطهرات عما يعتري نساء الدنيا من الحيض والنفاس والمخاط وما إلى ذلك
وهذا مقتضى قوله تعالى
( ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون )
وقد حدثنا الحبيب صلى الله عليه وسلم عن جمال نساء أهل الجنة
ففي الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه - والحديث عن أول زمرة تدخل الجنة
ولكل واحد منهم زوجتان
يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن
وانظر إلى هذا الجمال الذي يحدث عنه الرسول صلى الله عليه وسلم
هل تجد له نظيرا مما تعرف؟
وفي سنن الترمذي وسنن ابن ماجه بإسناد صحيح
عن المقدام بن معدي كرب قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
للشهيد عند الله ست خصال
يغفر له في أول دفعة من دمه
ويرى مقعده من الجنة
ويجار من عذاب القبر
ويأمن من الفزع الأكبر
ويوضع على رأسه تاج الوقار
الياقوته منها خير من الدنيا وما فيها
ويزوج اثنين وسبعين زوجة من الحور العين
ويشفع في سبعين من أقربائه
ذكر ابن وهب عن محمد بن بن كعب القرظي أنه قال
والله الذي لا إله إلا هو لو أن امرأة من الحور العين أطلعت سوارها من العرش
لأطفأ نور سوارها الشمس والقمر
وقال أبو هريرة رضي الله عنه
إن في الجنـة حـوراء يقال لها العيناء
إذا مشت مشى حولها سبعون ألف وصيف
عن يمينها ويسارها
كذلك وهي تقول : أين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
وقال ابن عباس : إن في الجنة حوراء يقال لها لُعبة
لو بزقت في البحر لعذب ماء البحر كله
مكتوب على نحرها من أحب أن يكون له مثلي فليعمل بطاعة ربي عز وجل
وقال عطاء السلمي لمالك بن دينار
يا أبا يحيى شوقنا
قال يا عطاء: إن في الجنة حوراء يتباهى بها أهل الجنة من حسنها
لولا أن الله كتب على أهل الجنة أن لا يموتوا لماتوا عن آخرهم من حسنها
قال : فلم يزل عطاء كمدا من قول مالك اربعين يوما
غناء الحور العين
وورد في معجم الطبراني الأوسط بإسناد صحيح
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط
إن مما يغنين: نحن الخيرات الحسان ، أزواج قوم كرام ينظرن بقرة أعيان
وإن مما يغنين به : نحن الخالدات فلا يمتنه ، نحن الآمنات فلا يخفنه
نحن المقيمات فلا يظعنه
وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الحور العين لتغنين في الجنة
يقلن : نحن الحور الحسان ، خبئنا لأزواج كرام
وذكر ابن القيم في كتابه بستان الواعظين
صفة الحور
في نحرها مكتوب أنت حبي وأنا حبك لست أبغي بك بدلا ولا عنك معدلا
كبدها مرآته وكبده مرآتها يرى مخ ساقها من وراء لحمها
وحليها كما ترى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء
وكما يرى السلك الأبيض في جوف الياقوتة الصافية
دلال الحور
روي عن الحسن رضي الله عنه أنه قال
بينما ولي الله في الجنة مع زوجته من الحور العين على سرير من ياقوت أحمر
وعليه قبة من نور، إذا قال لها : قد اشتقت إلى مشيتك
قال فتنزل من سرير ياقوت أحمر إلى روضة مرجان أخضر
وينشئ الله عز وجل لها في تلك الروضة طريقين من نور
أحدهما نبت الزعفران ، والآخر الكافور
فتمشي في نبت الزعفران وترجع في نبت الكافور
وتمشي بسبعين ألف لون من الغنج
غيرة الحور العين على أزواجهن في الدنيا
ورد في مسند أحمد وسنن الترمذي بإسناد صحيح عن معاذ رضي الله عنه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا ، إلا قالت زوجته من الحور العين
لا تؤذيه قاتلك الله ، فإنما هو دخيل عندك يوشك أن يفارقك إلينا
يعطى المؤمن في الجنة قوة مائة رجل
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من الجماع
قيل يا رسول الله ، أو يطيق ذلك؟ قال : يعطى قوة مائة رجل
رواه الترمذي
فاللهم إنا نسألك من فضلك العظيم
اللهم انا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل
ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل
والحمد لله رب العالمين