Euthanasia أو الموت الرحيم بالعربية: كنت قد سمعت وقرأت الجملة مرارا, لكن لم أفهم معناها بالمعنى المطلق إلا على مقعد كلية الطب في الجامعة, كان من المقرر
علّي أن اقوم ببحث عن الموضوع والتحدث فيه مع دكتورة مادة أخلاقيات مهنة الطب. وحيث إنني بدأت من الصفر في بحثي عن الموضوع, تفاجأت أن العالم الأوروبي تحديدا يناقش هذه القضايا منذ زمن بعيد.
بإختصار الموت الرحيم هو عبارة عن إنهاء حياة شخص مع نية القتل تنفيذا لطلب المريض نفسه, لعدة أسباب أهمها من اجل التخلص من الالام الأمراض المستعصية التي لا علاج لها, الشعور بالنقص وعدم التكافئ مع المجتمع الذي يعيش فيه وايضا فقدان الإستقلال في صنع أي شيء حيث يكون غالبية المرضى عبء على غيرهم بسبب عدم قدرتهم على الحركة مثلا.
أول الدول التي اباحت قانونيا الموت الرحيم هي هولندا في عام 1973 وتلتها دول مثل بلجيكا ولوكسمبورغ وايضا يوجد 3 ولايات في أمريكا تجيز الموت الرحيم وهم واشنطن, اورغين و مونتانا.
يمكن لنا تقسيم الموت الرحيم إلى ثلاثة أنواع:
1) الموت الرحيم الإرادي: وهو ما يسمى إختصارا " المساعدة في الإنتحار " وبالعادة يكون رغبة من المريض كأن يرفض تناول الطعام او رفض العلاج, أو الطلب مباشرة بالموت. ويجدر بي الإشارة على أن هذا النوع من الموت الرحيم هو الوحيد التي تجيزه بعض الدول.
2) الموت الرحيم اللإرادي: حينماا يتم قتل المريض بناء على قرار فردي لا على طلب المريض أو المحتاج ذاته. كأن يرى شخص إمرأة موجودة في الطابق العاشر من عمارة سكنية والنار تبتلع المكان, ولايوجد أية سيارات إسعاف أو فرقة إنقاذ للمساعدة, فيقرر إنهاء حياتها بإطلاق الرصاص عليها, من منطق تخفيف الموت عليها إن كان الموت قادم.
3) الموت الرحيم الغير إرادي: وهو حين لا يمكن للمريض نفسيه التعبير عن رأيه, كأن يكون في عيويبة مثلا, أو يكون طفل صغير غير قادر على إتخاذ قرار بالنسبة إلى الموت, أو شخص غير مؤهل عقليا.
كما قمت بالإشارة مسبقا البلدان التي تجيز الموت الرحيم لا تجيز إلا الإرادي ولكن وفقا لشروط معينة:
1) أن يثبت المريض على أنه لا يوجد علاج للمرض الذي يعاني منه.
1) أن يثبت المريض على أنه لا يوجد أمل للتخلص من هذا المرض.
النظرية التي تناقش دوما في مسألة الموت الرحيم هي: كما اننا نملك الحق في الحياة, كذلك نملك الحق في اختيار موتنا وطريقة موتنا. حينما كنت أقوم في البحث عن الموضوع قمت بمحادثة أحد كبار الشيوخ بالدين الإسلامي, وعلى الرغم من علمي المسبق بنظرة الدين حول الموضوع, لكن تفاجأت من ردة فعل الشيخ, فما أن ذكرت إسم الموت الرحيم حتى قام بالعويل على تحريم الموضوع شرعا دون الخوض في تفاصيل بعض الحالات التي فعلا يستحق التفكير والنظر في أمرها.
نظرة الدين حول الموضوع واضحة, وبالتأكيد ليس لنا بالتدخل لهدم أعمدة الدين, فهي خطوط لا يجوز لنا المساس بها, والغاية بإعتقادي من تحريم الموت الرحيم هو حماية أنفسنا من أنفسنا, ولحماية انفسنا من خطايانا المتهالكة وعيوبنا التي نحاول تخبئتها تحت صدورنا, وايضا ترخيصي كدكتور للمساعدة في الموت الرحيم تعني رخصة للقتل, والرخصة للقتل تعني خلط الأمور والمفاهيم عند الناس, فالفاتل لن يُفرق عن الدكتور بهذا البعد مستقبلا.
في النهاية لدّي تساؤلات كثيرة حول الموت, سألتها نفسي ولم أجد منفذا للإجابة.
مالذي يجعل الحياة تستحق العيش, أن كنت لا اشعر لا بجمالها وحياتي كلها أعيش على سرير أنتظر الموت؟
وهل يوجد فعلا فرق بين الموت بشكل طبيعي أو الموت الرحيم أن كانت النتيجة النهائية للموضوع هو الشيء نفسه؟