سبحان الذي لا تُحد قدرته، في كل مفصل من اسرار تكويننا سر لا يعلمه الا الله، والعلم اكتشف ان لكل حركة وسكنة لاي عضو من اعضاء جسمنا مركزها الدماغ، وان الامر الصادر من مركز الجسم فيه لاارادية التنفيذ، وردة الفعل لكل مفاصل جسدنا مصدرها الجهاز العصبي المرتبط ارتباطا كليا بالدماغ. ولكن هل نعلم مدى قدرة الدماغ؟ وهل نعلم ان المتفوق علميا لم يصل في ذكائه الى استخدام الحد الادنى من قدرة دماغه؟
لا يتجاوز وزنه 1300 غرام، واغلبه يتكون من الماء، فيه مئة مليار خلية عصبية، والف مليون مليون نقاط الاشتباك العصبي والتي تتم فيه عملية نقل المعلومات عبر المئة مليار خلية العصبية، وتصل قدرة النقل الى اكثر من عشر عملية نقل معلومة بأقل من ثانية. اذا حاولنا المقارنة بين القدرة الهائلة للدماغ وبين اكبر اجهزة الكومبيوتر ماذا سنجد؟ والجواب مختصرا هو التالي، ان اسرع كمبيوتر في العالم يستطيع ان يجري الف تريليون عملية حسابية في الثانية، ويحتاج الى 7 ميغاوات اي ما يعادل انارة حوالي 6300 منزل، وبمقارنة بسيطة فإنّ الدماغ يستطيع ان يجري مئة الف تريليون عملية، اي مئة مرة زيادة. ويحتاج فقط حوالي 20 وات اي بأقل ما تحتاجه لمبة صغيرة، لن اضيف بالمقارنة اكثر فهذا غيض من فيض القدرة.
اين نحن من هذه القدرة، وكيف استطاع البعض الاستفادة منها؟
شاو لو: الذاكرة المركّزة
في العام 2005 استطاع ان يحفظ 67،890 رقم بعد الفاصلة للرقم الرياضي "باي” وابرز قدرته في القائها امام الجمع دون اي اخطاء واستغرقت
مدة 24 ساعة؛ وكان يلقيها بمعدل رقم كل 1،2 ثانية.
رامون كومبايو: سرعة الذاكرة
نابغة في تعداد الارقام، يستطيع ان يحفظ سبعة عشر رقم بنصف ثانية، وستة واربعون رقما ثنائيا في ثانية، مثل
101010101000110101010101011010010110101010010.
اورلاندو سيريل: ذاكرة قوية
عندما كان في سن العاشرة من عمره، تلقى ضربة على رأسه من كرة البايسبول، وهو اليوم في سن الثانية واربعون، ويتذكر يوما بيوم منذ سن العاشرة تقريبا كل شيئ،
حالة الطقس اليومية، الاحداث اليومية، حتى انه يستطيع ان يتذكر التفاصيل الصغيرة دون اي جهد يذكر
ديريك بارافيسيني : الموسقي العبقري
ولد اعمى، ويعاني من التوحد، وزنه عندما وُلد لا يتجاوز 800 غرام، لا يستطيع التمييز بين الايمن والاعسر، ولا يستطيع ان يحصي عشرة ارقام،
ولكنه يستطيع ان يعزف على البيانو اي نوع للموسيقى لمجرد ان يسمعها لمرة واحدة فقط، وبطريقة محترفة وكأنه قد تدرب عليها، ويستطيع ان يعزف على البيانو عشر نوتات موسيقة بشكل سريع ومتلاحق.
كيم باك: قمة الذاكرة
يستطيع ان يعرف كل منطقة ورمزها البريدي في الولايات المتحدة ويستطيع ان يحدد خط سير للوصول الى اي منطقة، مع ذكر خط سير المناطق التي تفصل بينهما،
ويستطيع ان يقرأ صفحتين متقابلتين، واحدة بكل عين مع نسبة خطأ لا تتجاوز 2%، ولكنه يعاني من التكيف بالاعمال العادية للحياة.
بعد هذا العرض لأناس مبهرون، ومبدعون، فوق المستوى العادي لبني جنسهم، استطاعوا ان يستثمروا بعض من قدرة الذاكرة، وابهرونا حتى حدود المفاجأة
لكن هناك مفاجئة مذهلة
.
.
.
.
.
.
.
.
.
دانيال بول تاميت (بالإنكليزية: Daniel Paul Tammet)
دانيال بول تاميت (بالإنكليزية: Daniel Paul Tammet) (ولد في 31 يناير 1979 في لندن، إنكلترا) هو نابغة بريطاني لديه قدرة فائقة في تعلم الرياضيات واللغات الطبيعية. هو أول تسعة أبناء لعائلة متوسطة الدخل تعيش في لندن.
كان مصابا بالتوحد في صغره. في كتابه "مولود في يوم أزرق"، يصف تاميت كيف أثرت إصابته بالصرع والمحاسة ومتلازمة آسبرغر على سنوات طفولته.
قدراته
يستطيع دانيال تاميت إجراء عمليات حسابية أسرع من الآلة الحاسبة بكثير، ، فضلاً عن تذكُره الآلاف من أرقام الهواتف.
فهو يستطيع:
٭ تذكُر 1000 رقم هاتف خلال دقائق معدودات، ثم يعيد تسميعها بالعكس.
٭ تمكن من تعلُم اللغة الآيسلندية خلال 15 ساعة فقط.
٭ يخبرك بيوم الأسبوع الذي وُلدت فيه بمجرد أن تذكر له تاريخ ميلادك.
٭ يتذكر ملامح وجه أي إنسان سبق له رؤيته، ويخبره أين رأه ومع من.
وقد خضع تاميت لاختبار للتأكد من مدى نبوغه وعبقريته، لكنه استطاع حل جميع مسائل الاختبار البالغة التعقيد بسهولة عجيبة. وعندما سأله سائل «كم حاصل 37 أُس 4»، أجاب تاميت على الفور دون أن يفكر للحظة «1,874,161»، بل وقبل أن يتمكن السائل من استخدام الآلة الحاسبة واستخراج نتيجة سؤاله منها.
وعندما أخبره السائل بتاريخ ميلاده (24 يوليو 1964)، أجابه تاميت على الفور «هذا يعني أنك مولود يوم الجمعة».
وقد نشأ تاميت في باركينغ الواقعة شرقي لندن، وهو الابن الأكبر بين تسعة أخوة لوالدهم كيفن الذي يمتهن الحدادة، وأمهم جنيفر التي تعمل سكرتيرة.
وكان هذا الشاب العبقري قد ابتلُي بداء الصرع وهو في الثالثة من عمره. ولكنه تعافى من هذا المرض ببلوغه سن السادسة. يقول تاميت «كانت بدايتي مع الأرقام التي كنت أراها كالنقوش أو الأشكال أو المنسوجات، أو حتى كالأنوار المتحركة مثل منظار التشاكيل اللونية الذي يلعب به الأطفال».
فالرقم واحد عبارة عن لون أبيض شديد البياض، والرقم 2 عبارة عن حركة متغيرة من اليمين إلى الشمال، وبعض الأرقام تتمتع بجمال كبير، كالرقم 89، إنه مثل هطول المطر!
وإذا سألني أحدهم كم حاصل ضرب الرقم 48 في نفسه أربع مرات، تتمثل أمام ناظري أشكال الأرقام مصفوفة مع إجابتها الصحيحة في شكل مختلف عن الأرقام محل السؤال.
«إنني أرى للكلمات أشكالاً وألواناً كذلك واستطيع تذكُرها في الحال. فكلمة حديقة بالفرنسية مثلاً أراها شكلاً غريباً أصفر اللون».
وكان دانيال تاميت، وهو من خليج هيرن في مدينة كنت، قد واجه تحدياً بتعلم اللغة الآيسلندية خلال أسبوع واحد. وهو أمر يراه خبير اللغات سيغريدور كريتنسدوتر في حكم المستحيلات.
وبعد 15 ساعة فقط من بداية دراسته اللغة الآيسلندية، أجرى تاميت مقابلة مع مقدمي البرامج في التلفاز الآيسلندي بلغتهم الأم، كان يتكلم خلالها بفصاحة عجيبة. وقد ألجمت المفاجأة خبير اللغات سيغريدور الذي قال: «لا أظن أن تاميت هذا واحد من البشر. إنه مثل المكنسة الكهربائية التي تشفط كل ما تصادفه في طريقها».
وقام الخبراء في مركز دراسات المخ في سان دييغو بكاليفورنيا، بإجراء فحوص على تاميت، وأذهلتهم النتائج. يقول الدكتور تريفيت «إن قدراته تدل على عبقرية لم يسبق لها مثيل».
وخلافاً لشخصية هوفمان في فيلمه الذي أحدث ضجة عام 1988، فإن تاميت جمع بين كل هذه المواهب الواقعية وبين العيش حياة طبيعية، فهو يمتهن التدريس ويخالط الناس العاديين ولا يكاد يفارقهم.
واللافت أن تاميت يكره استغلال مخزونه من المعلومات في الفوز بالجوائز المليونية الشهيرة، مثل البرنامج التلفازي «من يريد أن يصبح مليونيراً؟». يقول تاميت يريدني بعض «الأذكياء» من الناس جعلي ضمن فريق يشاركون به في مثل تلك المسابقات، لكني أرفض ذلك بشدة لأني أرى في مشاركتي بعض الظلم للفريق المنافس.
«وبعض أصدقائي يتفادون لعب الورق معي، وفيما عدا ذلك فهم يعاملوني بصورة طبيعية».
وصرَّح خبير المخ شاي أزولاي لمجلة «بيبول» بقوله «إنه شخص مدهش إذ أنه يحتاج لمركز أبحاث بحاله لدراسة وضعه». ولكن ثمة منغصات تعتري شخصاً يحمل كل هذه المواهب الفذة.
يقول تاميت، الذي يسكن مع شريكه، عالم الحاسوب نيل ميتشيل (27 عاماً) «يغضب نيل مني كلما مشينا للتسوق لأنني أعرف بالضبط المبلغ الذي أنفقه قبل الوصول الى صندوق المحاسبة».
تاميت يرى في نفسه بعض العيوب، وهو يقول عنها «أما في مجال التربية البدنية، فإني أقل من الشخص العادي كثيراً. فقد حاولت تعلم السباحة واستغرق الأمر مني وقتاً طويلاً جداً، ولم أتعلمها كما ينبغي. وكذلك الحال مع ركوب الدراجة التي عجزت تماماً عن تعلمه».
وفيما يلي بعض المهارات التي تؤكد شذوذ ذاكرة تاميت:
٭ يستطيع تلاوة أسماء ملوك وملكات انجلترا حسب التسلسل الزمني منذ عام 1066م إلى يومنا هذا.
٭ يمكنه سرد أسماء رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية منذ تأسيسها إلى اليوم، مع ذكر المدة التي أمضاها كل رئيس في سدة الحكم بالضبط.
٭ يعلم ما يملكه من مال في حساباته المصرفية بالضبط (بالهللة).
٭ لا يحتاج لتخزين أرقام الهواتف في جواله لأن ذاكرته أقوى من ذاكرة الهاتف الجوال.
٭ يمكنه حفظ مواضع قطع لعبة الشطرنج البالغ عددها 26 قطعة خلال 5 دقائق دون أدنى خطأ.
كما أنه يستطيع التحدث بإحدى عشر لغة هي الإنكليزية،الفرنسية، الفنلندية، الألمانية، الإسبانية، الليتوانية، الرومانية، الإستونية، الآيسلندية، الويلزية، والإسبرانتو، وهو يقوم الآن بابتكار لغة مصطنعة جديدة تدعى منتي.
مَنتي
(Mänti) هي اللغة التي اصطنعها تاميت. تأتي كلمة منتي من الكلمة الفنلندية (mänty) "صنوبر". تستعمل لغة منتي كلمات لغات اسكندينافيا، مثل:
buss (حافلة)
kuppi (كوب)
kellokült (تأخر)
nööt (ليل)
haaben (مَلَكَ ــِـ)
حياته الشخصية
تاميت يعيش مع صديقه مهندس البرمجيات نيل ميتشيل منذ عام 2001 في منزلهما في كنت ويديران معا شركة تعليم إلكتروني تدعى أوبتيمنم (Optimnem).
وبالرغم من هذا كله، تبقى مشروعية السؤال قائمة، هل لقدرة الدماغ حدود؟ والجواب بكل بساطة عند خالق الكون.